ندوة حوارية في حلب عن الحرب الخاصة ودور الإعلام في مواجهتها
نظم، اليوم، اتحاد الإعلام الحر في مدينة حلب، ندوة حوارية للتعريف بمفهوم الحرب الخاصة ودور الإعلام في مواجهتها.
نظم، اليوم، اتحاد الإعلام الحر في مدينة حلب، ندوة حوارية للتعريف بمفهوم الحرب الخاصة ودور الإعلام في مواجهتها.
شارك في الندوة الحوارية الذي نظمها اتحاد الإعلام الحر حشد من الإعلاميين وممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي ومجلس سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي ومجلس المرأة السورية ومنتدى حلب الثقافي.
أقيمت الندوة في صالة طلة حلب الواقعة في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم عرّفت عضوة اتحاد الإعلام الحر في حلب ومراسلة تلفزيون روناهي، سوزدار وقاص، بالاتحاد وأكدت أن الهدف من تأسيسه هو "حماية حقوق الصحفيين وتطوير الإعلام وتوطيد العلاقات مع الخارج".
قرأ بعدها عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، أمين عليكو، محور الندوة حيث سلط الضوء على الحرب الخاصة ومصادرها ومواردها وأساليبها ودور الإعلام في مواجهتها وخاصة تلك الحرب التي تمارس ضد شمال وشرق سوريا.
أشار أمين عليكو إلى أن "الحرب الذي نخوضها الآن ليست بتقليدية إنما حرب ناعمة يمارسها العدو بحقنا ليُكسر إرادتنا ونصبح فريسة سهلة الاصطياد".
وأضاف: "الحرب الناعمة تركز في أساليبها على الاستمالة والإغواء والجذب من دون أن تظهر للعيان ومن دون أن تترك أي بصمات، وتسعى لتدمير إرادة الطرف المقابل من خلال أدوات باتت منتشرة وفي متناول الجميع كوسائل التواصل بأنواعها المختلفة".
منوهاً إلى قدرة الحرب الخاصة أو الناعمة في التأثير على سلوك الآخرين، وقال: "يستعمل العدو الحرب الناعمة للحصول على النتائج والأهداف المرجوة بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية والصلبة".
بيّن عليكو أن أساليب الحرب الناعمة المعروفة تاريخياً هي الدعاية ضد معتقدات الخصم والإشاعة وبث الرعب والخداع وافتعال الأزمات وإثارة القلق وإبراز التفوق المادي والتقني والعسكري والتقليل من قوة الخصم والعدو، وأضاف: "تعتمد الحرب الناعمة على الإغواء عبر لعب دور المصلح والمنقذ".
وأكد على أن المستهدف من الحرب الخاصة هو عقل الإنسان أي عقل المجتمع، وقال: "تحاول الحرب الناعمة عبر السيطرة على العقول إلى كسر إرادة المجتمع عبر أدوات غير مرئية للعيان من خلال نشر الإشاعات وخلق حالة نفسية معينة وغيرها العديد من الوسائل".
ذكر عليكو بعض النقاط المهمة في كيفية مواجهة الحرب الخاصة، والتي تجلت في توعية المجتمع وكشف أهداف الحرب الناعمة أمامه والعمل بصورة عكسية لأهداف العدو والابتعاد عن المصلحة الضيقة أو الشخصية.
وقال بهذا الصدد: "إن الأكثر فاعلية وقدرةً على مواجهة الحرب الناعمة بالدرجة الأولى هو الإعلام وخاصة في شمال وشرق سوريا".
ثم افتتح باب النقاش أمام المشاركين في الندوة للتعبير عن آرائهم حول موضوع الندوة.
وأبرز الآراء كانت لعضوة مكتب العلاقات بمجلس سوريا الديمقراطية، زينب قنبر، والتي أشارت إلى أن الحرب الخاصة لها دور كبير في تضخيم الأزمات أو تصغيرها.
وأشارت إلى بعض الوسائل الفعالة بحسب رأيها، للتصدي للحرب الخاصة؛ منها التوعية ونمطية الأسلوب وشفافية الحوار بعيداً عن استخدام المصطلحات المعقدة، وقالت: "الوصول إلى الحقيقة يحتاج للتوضيح وليس التضليل".
من جانبها لفتت عضوة مكتب الإعلام بمجلس سوريا الديمقراطية، أفين سيدو، أن الأنظمة الحاكمة تتعمد استخدام الإعلام كوسيلة لنشر الحرب الخاصة، وقالت: "لخدمة مصالح الأنظمة الحاكمة تم تسييس الإعلام كما فعلوا بالدين".
وأضافت: "في الواقع لا يوجد إعلام محايد في سوريا فقط الإعلام في مناطق شمال وشرق سوريا التابعة للإدارة الذاتية يتمتع بخاصية حرية التعبير عن الرأي والديمقراطية".
بدوره أكد الكاتب والإعلامي عبد العزيز حمدوش على أن السلاح هو أداة القتل وأن القاتل الحقيقي هو فكرة القتل، أي أن مَن يزرع فكرة القتل في ذهن القاتل هو القاتل الحقيقي، وقال هذا الوصف تماماً هو هدف الحرب الخاصة وما تسعى إليه.
ونوه عبد العزيز إلى إن ما يحرف الإنسان عن الحقيقة هو الحرب الخاصة، وزاد: "إن الحرب الخاصة توجه الأفراد والمجتمعات عبر وسائلها العديدة إلى منحى مختلف وخاطئ".